التسويق داخل أي مجتمع لديه أدوار معينة عليه أن يقوم بها لكي يحقق الأهداف المطلوبة التي يسعى نحوها. والمتمثلة في تحقيق الأرباح وإقناع العملاء بالشراء دوما مع الولاء المستمر للمنتج. وعليه، ولمدى أهمية تلك الأدوار، فقد قررنا الحديث عنها في هذا المقال لكي يتم التعرف عليها ومن ثم الاستفادة منها في تحسين عمليات وأهداف التسويق المختلفة.
وأقرأ أيضا: ١٠ نصائح ذهبية لكتابة المحتوى بطريقة مثالية
التسويق والمجتمع
إن النزوح الحالي نحو التسويق، يعد مكونا رئيسيا، في ثقافة بناء المؤسسات التجارية، وعلى الرغم من تزايد وتوسع استخدام أدوات التسويق المتنوعة فيما يتعلق بمختلف العمليات التحارية لأي منتج وعلى الأخص في العشر سنوات الأخيرة من القرن العشرين والعقود الأولى من القرن الحادي والعشرين، إلا أن كل من الثقافة والمحاسبية تشكل أركانا أساسية في المواثيق الأخلاقية المتعددة والمتعلقة بهذا التسويق. والتي قد صدرت عن معاهد ومؤسسات دراسة الأخلاقيات وتلك التي صدرت عن المؤسسات التجارية ذاتها.
وفي هذا الإطار فإن فكرة المحاسبية العامة تتكامل مع فكرة الثقافة، وتؤكد الأخيرة على أن المصداقية الخاصة بالمؤسسات التجارية إزاء الرأي العام والحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية تتحقق من خلال الصدق والإعلان عن النشاط وأهدافه ومصادر تمويله، وفتح أبواب المؤسسة التجارية للمجتمع كذلك. ويرتبط بهذا أيضا اعتماد المحاسبية كمنهج للعمل، وبمعنى توافر إمكانات محاسبة القيادات والمسئولين عن نشاطهم وآدائهم الوظيفي من قبل الرأي العام وباقي الشركاء.
وعليه نجد أن الوسط الأساسي للتسويق هو المجتمع الذي يدور حوله وداخله مختلف الأنشطة التجارية. وبالتالي لا يمكن فصله عن هذا المجتمع. ولابد أن يكون للتسويق أدوار واضحة ومحددة تبين ما ينبغي فعله لتحقيق أهدافه كما سوف نعرف عبر السطور القليلة القادمة.
التعبير عن النبض الشعبي
وهو ما يعيني التعبير عن الكوامن الداخلية لدى الناس أو العملاء المستهدفين، ما يرجونه وما يتطلعون إليه وما يكابدونه وما يعترضهم من أزمات، والمنتديات وحسابات التواصل الاجتماعي وكذلك مختلف المواقع سوف يجدها المسوق ساحة صالحة لقياس الضغط الشعبي والرغبات الشعبية، كما يحدث مع الفرد عندما يود أن يقيس ضغطه، وإذا أردنا قياس الضغط العام الشعبي، أي ما يعني ضغط الدم لدى الشعب من الشعوب، عدنا إلى أدوات التسويق المتنوعة، وهذا بالمناسبة هو الدور الأول البديهي له، ألا وهو دور التعبير عن النبض الشعبي.
تأطير وجمع وقيادة أو دفع العملاء
ويتم هذا في التسويق الالكتروني بشكل خاص للشريحة الشبابية على وجه التحديد، حيث يكون ذلك عبر مواقع السوشيال ميديا ومختلف المواقع الالكترونية الأخرى نحو لون من ألوان النقاش العام والتفكير المشترك في الشئون العامة المتعلقة بالمنتج أو الخدمة التي يتم التسويق لها، فيخرج بذلك المواطن من فكره الشخصي، ومن دائرته الضعيفة، ومن إهتماماته المخصوصة بنفسه وبعائلته بخصوص المنتج أو الخدمة إلى اهتمام ذى أفق أرحب. إذا الخروج من الأسر الشخصي الفردي إلى رحاب التفكير الجماعي المشترك هو الدور الثاني للتسويق في المجتمع. والذي بدوره يعمل على تحقيق أهدافه من خلاله. وذلك نحو حشد وتعبئة العملاء.
دور التسويق في الضغط على العميل
يمكن أن نقول بداية قبل الضغط على العميل، إبلاغ العميل، إبلاغه بمعنى التعبير عن الواقع الاجتماعي الذي يمثله وربطه بالعمليات التسويقية المختلفة، فإذا أراد العملاء أن يصغوا إلى هذا التعبير بصورة طبيعية، كان لهم ذلك، وإن امتنعت، تحول دور التسويق إلى دور الضغط على العملاء من القاعدة الشعبية. لكن ليس بالقوة. بل من خلال العروض والخصومات والمسابقات وغيرها.
هام: كيف تكتب محتوى فيديوهات قصيرة للتيك توك؟!
تجاوز الانتماء نحو الولاء للمنتج
والمقصود بذلك هو تجاوز القرابة، وتجاوز الحي، وتجاوز العائلة والطائفة نحو شكل من أشكال الاجتماع البشري أرقى من الشكل الأول. بهذا المعنى فإن التسويق يرتقي بالعميل من انتمائه الأول نحو دائرة معارفه إلى دائرة المشتركين في اهتماماته المرتبطة بالمنتجات والخدمات التي يتم تسويقها.
تأثير التسويق على الرأي العام
يمثل نوع من أنواع التتويج لهذه الأدوار.. ويتمثل في مساهمة التسويق داخل المجتمع في صياغة الرأي العام، إذ تلعب الأدوار السابقة دورا هاما في صياغة الرأي العام المشترك نحو منتج ما أو خدمة بعينها.
الاستيعاب أو الاستقطاب
يمارس المسوقون الاستقطاب للعملاء عندما يسعون إلى أن يشتمل العملاء الذين تريدهم على هؤلاء الذين يرون أنهم يهددون وجود أو استقرار العلامة التجارية أو يعوقون نشاطها وتحقيق أهدافها ويتخذ الاستقطاب أشكال منها مشاركة المسئولية من قبل العملاء. ويتم ذلك باستقطاب هؤلاء الأفراد كاستشاريين بالمنظمة. وهذا عبر الاستفتاءات وما شابه. ومن أمثلة الاستقطاب أيضا استقطاب ذوى النفوذ في المجتمع وترشيحهم للحديث عن المنتج على أمل أن يكتسب المنتج حينها اهتمامات مختلف العملاء المحتملين. وبالتالي فإن ذوي النفوذ يعملون بذلك على دعم العلامة التجارية أو على الأقل يمنعون معارضتها أو تعويق نشاطها.
التقديم أو الإنابة
تتضمن استراتيجية التقديم أو الإنابة، تشجيع العملاء على الشراء من العلامات التجارية الأخرى الغير منافسة والتي بينها وبين العلامة التجارية التي يتم التسويق لها تحالف. وبذلك نجد أن هذه الاستراتيجية عكس استراتيجية الاستقطاب، والتي تقوم على استقطاع العملاء من الخارج إلى الداخل. والغرض من هذه الاستراتيجية، خدمة أغراض التسويق التي يمثلها هؤلاء العملاء، وذلك مثل اشتراك العملاء في اقتناء أكثر من علامة تجارية مختلفة غير متنافسة وفي مجالات متنوعة. وبذلك يستطيعون معا التأثير على اتخاذ قرارات العملاء.
المساومة
تستخدم المساومة داخل المؤسسة التجارية لحل الخلافات والوصول إلى اتفاق بين الموظفين. أو المساومة مع المنظمات الخارجية الأخرى، فهي عملية التفاوض من أجل الوصول إلى إتفاق بين مؤسستين أو أكثر. لكي يتم التسويق بصورة أسهل.
التحالف
ويقصد بذلك اتحاد مؤسسة تجارية أو أكثر لتحقيق أهداف عامة للتسويق ومواجهة كذلك التحديات الصادرة من بعض المتغيرات البيئية الأخرى ذات التأثير المشترك على التسويق في تلك المؤسسات. وبالتالي زيادة قدرة مؤسسات التحالف على التكيف مع البيئة. ويوجد التحالف عندما تعتقد كل مؤسسة أن فائدتها أو منفعتها تتحقق بطريقة أفضل عندما تكون عضوا في التحالف. وعليه يستخدم التحالف في التسويق للأسباب الآتية:
- المعارضة أو الموافقة على التشريعات الحكومية مع القدرة على التأثير عليها.
- إقامة التسهيلات التي لا تستطيع المؤسسة إقامتها منفردة.
- تمثيل مصالح بعض المؤسسات في التسويق أو الدفاع عنها.
وسياسة التحالف مثل الاستقطاب، قد توسع أو تضع قيودا على سلطة الإدارة وقوتها.
واقرأ: ما هو الفرق بين كتابة المحتوى عبر السوشيال ميديا وكتابته في المواقع الإلكترونية؟!
العوامل المجتمعية المؤثرة على التسويق
الثقافة التنظيمية
وتتمثل في الطرق والوسائل التي يتم من خلالها عمل الأشياء المحيطة والأنماط التي تنشأ على مدى فترة طويلة من الوقت.
العلاقات بين السلطات الرسمية والغير رسمية
وتتمثل في السلطة الرسمية “قمة التسلسل الهرمي” والأشكال الرسمية الأقل للسلطة والتأثير الذي عادة ما يتطور في المنظمات.
السياسات والإجراءات
وتمثل التوقعات الرسمية وفقا لما يسير عليه الناس “ويتفاعلون في نطاقها”.
الأساليب الإدارية
وتتمثل في أساليب القيادة “التي تتراوح بين الفاشية والديمقراطية” والتي من الممكن أن تؤثر على التفاعلات بالغة الأهمية بكل معنى الكلمة.
